فئات ضعيفةهموم يومية

نساء أبين بين شقاء العمل وضنك العيش

الفانوس - عبدالله البحري

مع ساعات الفجر الأولى تستيقظ نور حسين 20 عاما ووالدتها في منطقة الديو بمحافظة أبين استعدادا ليوم جديد وشاق في إحدى مزارع الموز بلا إفطار تغادران المنزل قبل شروق الشمس للعمل حتى الظهيرة مكتفيتين خلال ساعات العمل بالماء فقط وجبة الغداء هي الوحيدة في يومهن تشترى بحصيلة يوم طويل وشاق لكنها بالكاد تسد رمق الجوع

نور حسين اضطرت إلى ترك مقاعد الدراسة بعد أن عجزت أسرتها عن توفير نفقات التعليم لتلتحق بوالدتها في مزارع الموز بمديرية خنفر سعيا لتوفير قوت يومهن تعمل نساء المنطقة في ظروف شاقة مقابل أجور زهيدة لا تتجاوز 2000 ريال يمني يوميا وهو مبلغ لا يكفي لإطعام فرد واحد فضلا عن إعالة أسرة بأكملها

ترك الدراسة للبحث عن لقمة العيش

تقول والدة نور هندية هبة صالح لمنصة  الفانوس الإعلامية إن الظروف الصعبة أجبرتها وابنتها على العمل في المزارع تضيف بحسرة تركت نور دراستها في الصف الثاني الثانوي بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار لدينا أسرة كبيرة نكافح لتأمين قوتها لكن الأجر الذي نحصل عليه لا يغطي حتى الحد الأدنى من احتياجاتنا الأساسية

وتوضح أن بناتها وأطفالها الصغار اضطروا أيضا لترك التعليم والانضمام إلى سوق العمل حيث يكابدون يوميا مخاطر كثيرة من بينها التعرض لتهديد الثعابين والعقارب أثناء العمل

نور حسين بدورها تؤكد أن حلمها بإكمال تعليمها تلاشى بسبب ظروف الحياة القاسية قائلة كنت في الصف الثاني الثانوي قبل أن أترك الدراسة وأعمل مع والدتي بأجر زهيد لا يتجاوز 1500 ريال يمني يوميا قبل أن يرفع إلى 2000 ريال

أوضاع اقتصادية متدهورة

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد تعاني الأسر الريفية في أبين من مستويات غير مسبوقة من الفقر ما يفاقم معاناتها ويهدد استقرارها الاجتماعي

نجيبة كليب أحمد سالم إحدى نساء المنطقة على مشارف العقد الرابع تعمل في المزارع رغم إصابتها بمرض القلب لتأمين احتياجات أسرتها تقول نجيبة زوجي أصيب بالشلل نتيجة إصابة عمل أثناء جني محصول الفلفل الحار ومنذ ذلك الحين وأنا أعيل أسرتي المكونة من خمسة أطفال أتحمل آلام المرض والجوع وأعمل من أجل توفير لقمة العيش

وتضيف نجيبة بنبرة حزينة ارتفاع الأسعار منعني من شراء الدواء اللازم لحالتي الصحية فتكلفة علاج عشرة أيام فقط تصل إلى 10 آلاف ريال يمني وهو مبلغ لا أستطيع توفيره

ظروف معيشية قاسية

معظم الأسر في قرية الديو تعيش في ظروف قاسية حيث المنازل متهدمة وغير صالحة لمواجهة برد الشتاء أو حر الصيف تضطر النساء والفتيات إلى العمل في المزارع متحملات مشاق العمل وسوء الأوضاع المعيشية

ناشدت العاملات أصحاب المزارع عبر منصة الفانوس الإعلامية للنظر إليهن بعين الإنسانية وتحسين أجورهن بما يتناسب مع الجهد المبذول خصوصا أنهن يشكلن العماد الرئيسي للإنتاج الزراعي في المنطقة كما وجهت العاملات دعوة للجهات المختصة والمنظمات المانحة للتدخل العاجل ومد يد العون لهن لتحسين ظروفهن المعيشية

 

زر الذهاب إلى الأعلى