فئات ضعيفة

المهمشون في اليمن ..آراء ومقترحات لتحسين أوضاعهم ودمجهم في المجتمع

الفانوس- أبرار محمد

أُجرت منصة الفانوس استطلاعا على موقع المنصة في فيس بوك لاستقصاء آراء الجمهور حول أوضاع المهمشين في اليمن، وركز الاستطلاع على تحديد الجذور الأساسية للمشكلة، سواء كانت في ثقافة المجتمع أو في تعامل الدولة، مع استكشاف سبل تحسين نظرة المجتمع نحو المهمشين وكيفية دمجهم في المجتمع.

وتلقى الاستطلاع ردوداً متباينة من المتابعين، جاءت التعليقات عبر مجموعة من الأشخاص يعكسون مختلف التوجهات والآراء حول القضية، وقد تم جمع هذه الآراء من خلال التعليقات والمشاركات.

آراء واتجاهات المجتمع اليمني نحو المهمشين

في مشاركته قال الصحفي سفيان جبران في تعليقه" نحن شعب عنصري، بعضنا عن قصد، والبعض هو عنصري ولا يعرف، ويفترض أن لا يكون مهمشين في اليمن"

ويضيف" يفترض أن يتم منح أبناء المهمشين منحا في مدارس أهلية ومنح للتعليم في الخارج، ومقاعد في الأندية الرياضية وقيادة الأحزاب ووظائف في الرئاسة والوزارات، وتكون هناك عملية دمج كاملة"

فيما يقول يونس صالح سالم" هذه الفئة تعاني من تهميش طويل الأمد يرجع إلى عادات وتقاليد قديمة تضعهم في مرتبة أقل داخل المجتمع اليمني كما أن الدولة لم تضع حلولا كافية لحل هذه المشكلة أو اتخاذ خطوات جادة لدمجهم وتحسين حياتهم"

ويضيف" لتغيير هذه النظرة السلبية يجب أن تكون هناك حملات توعية مستمرة في المدارس ووسائل الإعلام لنشر قيم المساواة والاحترام إلى جانب ضرورة تبني الحكومة سياسات عادلة تعزز حقوق المهمشين وتوفر لهم الفرص للاندماج في المجتمع"

من جانبه قال صالح الداعري " هذا موضوع جدير بالاهتمام وشكرا لحسن اختياركم، هناك نظرة دونية لسود البشرة بالذات ما جعلهم يعيشون في وضع معزول عن بقية فئات المجتمع"

ويضيف" عزلتهم تسببت بفارق كبير في عاداتهم وتقاليدهم الأمر الذي جعلهم عرضة للسخرية والازدراء، مع أننا نتشدق بالدين-وأنه لافرق بين أبيض على أسود، ولكننا بعيدين عن ما نقول كثيرا"

وقال وليد الجعدني "نعم إنهم يعيشون أوضاعا سيئة جداً، نتيجتة لنظرة المجتمع اليمني تجاههم، ونتعجب أن نجد في اليمن مثقفين وشعراء وكتاب وأقلام، في ظل وجود جماعات مهمشة بل ومنبوذة نسبياً، ولا تناقش مشاكلهم"

ويضيف" تعتبر الدولة مقصرة بل ومغتصبة لحقوقهم، حتى أبسط مقومات الحياة لم توفرها لهم ، مثل التعليم والصحة وما شابه ذلك، وهذا بحد ذاته يزيد هم جوعاً وفقراً وتشرداً"

وتوالت الكثير من المشاركات حيث تفيد أمينة محسن أن المهمشين يعيشون أوضاعا صعبه ويعانون من النظرة الدونية من بقية الفئات الأخرى بالمجتمع، فيما يرى خالد قاسم  أن سبب التهميش يكمن في الحروب وغياب الدولة، ويشير شريف نبيل إلى أن المشكلة تكمن في الإنسانية نفسها، مما يلمح إلى أن التحدي الأساسي هو غياب الإحساس الإنساني بشكل عام، ويشير علي حيدرة إلى نقص في وعي وثقافه ونظرة المجتمع، وهي بحسب ما يقول نظرة قاصرة متوارثة لا مبرر لتمييز الطبقي المشين، ويعيد أسامة غوبر جزءا من المشكلة للمهمشين أنفسهم حيث يرى أنهم يتصفون بالاتكالية المفرطة.

تحليل الآراء

ومن خلال التعليقات، يتضح أن هناك اتفاقا عاما على أن أوضاع المهمشين في اليمن سيئة جدا، سواء بسبب التمييز المجتمعي أو بسبب تقصير الدولة، ويمكن تقسيم الآراء إلى محورين رئيسيين، المحور الاجتماعي: عدد كبير من المعلقين يرى أن التمييز الثقافي والاجتماعي هو الجذر الرئيسي للمشكلة، حيث تُعامل هذه الفئة بنظرة دونية متجذرة في العادات والتقاليد القديمة، المحور الحكومي: ألقى بعض المشاركين اللوم على غياب الدولة وتقصيرها في حماية حقوق المهمشين وتوفير الفرص التي من شأنها دمجهم في المجتمع.

   اقتراحات لتحسين وضع المهمشين في اليمن

وتلخص نتائج الاستطلاع أن الحلول المقترحة تتطلب جهداً من كلا الطرفين، المجتمع والدولة، والتغيير المجتمعي بحاجة إلى التوعية والتعليم، فيما تحتاج الدولة إلى تبني سياسات شاملة تضمن حقوق المهمشين وتساهم في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وإطلاق حملات توعية عبر وسائل الإعلام المختلفة لتعزيز مفهوم المساواة والعدالة الاجتماعية، وتبني سياسات تُعنى بتوفير التعليم والصحة والفرص الاقتصادية للمهمشين، والعمل على دمجهم في الحياة السياسية والاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى