النازحون في الضالع.. المستجيرون من الرمضاء بالنار
منصة "الفانوس" تزور مخيمات النزوح وتكشف عن مأساة إنسانية خارج أعين المنظمات الدولية
يعيش النازحون في مخيمات محافظة الضالع أوضاعا معيشية غاية في الصعوبة في ظل شح المساعدات الإنسانية وانعدام الرعاية الصحية وتفشي الأمراض الأمر الذي فاقم من الوضع الإنساني في مخيمات النزوح التي تزدحم بعشرات الأسر من مختلف المحافظات اليمنية ومن القرن الإفريقي.
مخيم السوداء في الضالع
مؤمن قايد سعيد نازح من محافظة تعز فر من الحرب الدائرة هناك الى مخيم السوداء وسط محافظة الضالع قبل ستة أشهر هو أب لسبعة أولاد 3 إناث و4 ذكور تعرض احد أولاده للإصابة بانفجار لغم أرضي في مناطق الصراع بتعز، يعمل هو وأولاده بالأجر اليومي لتوفير أدنى احتياجاتهم الأساسية اليومية.
قرابة 180 عائلة من تعز وإب والحديدة بدون خيام
يعيش مؤمن قايد هو وأسرته وبنت عمه المصابة بمرض الكبد بذات الخيمة الصغيرة التي لا تقيمهم برد الشتاء ولا حر الصيف أو تدفع عنهم مياه الأمطار في فصل الصيف يقول أنه انتقل بخيمته خلال الفترة القصيرة الى 3 أماكن بعد أن أجبره أصحاب الأرض التي يقع عليها المخيم بتغيير خيمته نتيجة الزحف العمراني في المخيم، أضف إلى ذلك انقطاع مياه الشرب عنهم منذ ٦ أشهر ماجعل مشكلة البحث عن مياه للشرب تحتل المرتبة الأولى في المخيم
نور علي قاسم عجوز سبعينية وصلت برفقة زوجها الى مخيم السوداء قبل أيام، تعاني من أمراض جعلتها طريحة الفراش أما زوحها فهو مصاب بجلطة جعلته طريح الفراش منذ ثلاث سنوات.
تقول الحاجة نور إنها بحاجة لخيمة لها ولزوجها وفراش وأهل خير يتكفلون بعلاج زوجها الذي يحتاج للذهاب إلى طبيب مختص كل يوم للعلاج.
حامد محسن مندوب مخيم السوداء يقول إن المخيم يحوي ١٨٠ أسرة نصفهم من الجنسية الصومالية والبقية قدموا من الحديدة وتعز والفاخر ودمت وحجر شمال محافظة الضالع وكلهم من المهمشين.
عدم وجود شهادات الميلاد حرم الأطفال من التعليم
يقول حامد إن الكثير من الآباء في المخيم ذهبوا لإخراج شهادات الميلاد لأولادهم لكنهم لم يتمكنوا بسبب عدم امتلاكهم بطائق شخصية، وهذه المشكلة حرمت عشرات الأطفال من الإلتحاق بالمدارس وحصولهم على حقهم في التعليم.
الوضع الصحي في المخيم لا يختلف كثيرا عن أوضاع باقي المخيمات في الضالع رغم وجود عربة متنقلة إلا أنها تقدم بعض الخدمات التي لا تلبي احتياجات المرضى أو توفر لهم الأدوية المطلوبة.
جعفر محمد خير نازح من الجنسبة الصومالية وأب لثلاثة أولاد تعرض أصغرهم للدهس بدراجة نارية قبل أيام ولاذ صاحبها بالفرار ليسعفه والده إلى مشفي المدينة بعد أن استدان مبلغا 100 الف مايعادل 70 دولارا أمريكيا.
محمد خيري محمد علي مندوب النازحين من الجنسية الصومالية في مخيم السوداء يقول ان نقص الخيام واهترائها وشحة الغذاء وغياب الرعاية الصحية ابرز ما يواجههم في المخيم مناشدا المنظمات الفاعلة والجهات المختصة بلفت النظر اليهم.
جيهان عبدالله أحمد ممثلة اللجان المجتمعية وعاملة في المجال الإغاثي للنازحين تقول أن مخيمات النزوح في محافظة الضالع تنقصها الكثير من مقومات الحياة كالغذاء والدواء والماء رغم الدعم من بعض المنظمات إلا أنها لا تلبي أدنى متطلبات الحياة.
المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أصدرت تقريرا أوضحت فيه نزوح 59 ألفاً و500 خلال العام 2023م لأسباب متعلقة بالنزاع الدائر في البلاد وكذلك بسبب التغير المناخي.
يعيش ملايين اليمنيين واحدة من أكبر أزمات النزوح الداخلية على مستوى العالم، ما فاقم من تداعيات المعاناة الإنسانية في ظل استمرار التصعيد العسكري في بعض جبهات الضالع.
وتقدر الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية عدد النازحين بنحو 6.5 مليون نازح، عاد منهم 2.5 مليون إلى مناطقهم الأصلية، ما تزال الغالبية العظمى منهم في المخيمات.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن اليمن يُعد الدولة الرابعة التي تضم أكبر عدد من النازحين داخلياً على مستوى العالم، ويحتاج أكثر من 3 ملايين نازح إلى مساعدات إنسانية عاجلة، وبشكل عام، وما تزال الأزمة، بحسب التقارير الأممية، تشكل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يواجه 80% من السكان صعوبة في الحصول على الغذاء والماء وخدمات الرعاية الصحية.