كارثة السيول في الحديدة..قرى اختفت بالكامل وبقايا إنسان فقد كل ما يملك
الفانوس- علاء السلال
بعد أيام من اجتياح سيول الأمطار الغزيرة محافظة الحديدة تتكشف الكارثة الإنسانية، وتظهر الأضرار التي فاقمت من أوجاع المواطنين المنكوبين في مختلف قرى وأرياف محافظة الحديدة.
وبحسب الهلال الأحمر اليمني فقد بلغ عدد الوفياة نحو 45 شخصاً وفقدان 12 آخرين، فضلا عن نزوح الآلاف وتضرر أكثر من 93 ألفا نسمة، فضلا عن انهيار مئات المنازل على سكانيها، ونفوق آلاف المواشي.
مدير مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة علي حميد الأهدل يقول "الكارثة كبيرة ولم تشهدها الحديدة طوال 50 سنة ماضية ولأن حجم الأضرار كبير لم نصل إلى أرقام تفصيلية دقيقة بخصوص الضحايا، هناك أراضي واسعة جرفت، وآلاف المواشي نفقت ومئات البيوت دمرت، وهناك قرى انتهت بالكامل بمن فيها"
ويضيف" هناك قصور كبير من قبل منظمات المجتمع المدني وبالذات في المناطق الخاضعة للحوثيين، والواقع الميداني مخيف ومقلق في ظل ما يتردد من أخبار أن هناك هطول أمطار خلال الايام القادمة"
الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية ومؤسسة الصالح الخيرية أول المغيثين
وعن الجهود التي بذلت حتى الأن بالذات في مناطق الشرعية يقول الأهدل"هناك جهود كبيرة من قبل الخلية الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية ومؤسسة الصالح الخيرية والأخوة الاشقاء في الكويت منذ الوهلة الأولى تواجدوا إلى جانب السلطة المحلية في رصد الأضرار وتقديم مساعدات مالية وموادة غذائية وإيوائية تم توزيعها في مدينة حيس من قبل الاشقاء الكويتين"
ويختتم الأهدل تصريحه لمنصة "الفانوس" بقوله" الجهود ما تزال مستمرة والخلية الإنسانية تعمل مع السلطة المحلية لتوسعة مجاري السيول لمحاولة تفادي هطول امطار جديدة"
من جانبه يقول الصحفي عاصم الخضمي "كانت هذه الكارثة هي الأكبر منذ سنوات ويقول كبار في السن إنهم لم يشهدوا مثلها منذ عقود، وخلفت كارثة السيول أكثر من ٣٠ حالة وفاة وفقدان آخرين، بالإضافة إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي والأغنام ونزوح وتضرر مئات الأسر على الأقل، وانهيار عشرات المنازل ودمار كبير في الطرقات"
ويضيف" ورغم هول الكارثة كان تدخل السلطات المحلية هزيلا ومشابها لتعاملها مع الكواراث في المرات السابقة، وكان يفترض على السلطات القيام بتعويض عادل وجبر للضرر من خلال بناء منازل في أماكن مناسبة وعمل مجاري لمياه الأمطار ومنع البناء في مجاري المياه حتى لا تتكرر الكارثة، ويتطلب من السلطات ايجاد ملاجئ مناسبة للمتضررين والشروع ببناء البيوت التي تحميهم من الامطار"
التدخلات الأممية لإغاثة المنكوبين في الحديدة
طلبت الأمم المتحدة، الجمعة الماضية، دعما عاجلا من المانحين لإغاثة المتضررين جراء السيول التي شهدها اليمن مؤخرا.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن: "خلال الأيام الماضية، تسببت الأمطار الغزيرة والسيول بعشرات الضحايا، وألحقت أضرارا بالغة بالمنازل والممتلكات والبنية التحتية في البلاد"
وأضاف المكتب "تقدم منظمات الإغاثة العون للمتضررين وسط الحاجة للدعم بشكل عاجل" دون مزيد من التفاصيل"
منظمة الصحة العالمية تحذر من تفشي الأمراض والأوبئة في محافظة الحديدة
في بيان لها حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشي الأمراض والأوبئة جراء تلوث المياه واختلاطها بمياه المجاري، مثل الملاريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض المنقولة، وقالت المنظمة "تخلق المياه الراكدة التي خلفتها الفيضانات التي ضربت محافظة الحديدة، أرضاً خصبة لتكاثر البعوض، مما يثير المخاوف بشأن تفشي الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك".
وأضاف البيان أن المياه الملوثة وظروف الصرف الصحي السيئة في المحافظة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، حيث تشكل هذه المخاطر الصحية تهديداً كبيراً للسكان، يأتي ذلك بعد أن غمرت مياه الأمطار مسشفى باجل والمراكز الصحية في مديرية المراوعة والزيدية والزهراء بحسب ما تفيد منظمة الصحة العالمية.
وطالب بيان المنظمة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الفورية والعواقب الطويلة الأجل لتغير المناخ في البلاد، كما يفيد بأن منظمة الصحة العالمية أرسلت على الفور 35 مجموعة طوارئ صحية أساسية مشتركة بين الوكالات، و15 مجموعة تطعيم ضد الحصبة وإمدادات طبية أخرى إلى الحديدة، للاستجابة للوضع الصحي الناجم عن الفيضانات الشديدة، كما يؤكد أن مجموعة الصحة التي تقودها المنظمة تعمل على تعبئة مخزونات الطوارئ لمواجهة الفيضانات، لضمان وصول الإمدادات الطبية الأساسية والدعم المحتاجين.
يذكر أن محافظة الحديدة تعد من أكثر المحافظات اليمنية معاناة، حيث تنتشر فيها البطالة والفقرالمدقع وبالذات في القرى والأرياف، ويعتمد معظم سكانها على الزراعة والصيد، والمواشي في تغطية احتياجاتهم اليومية، الأمر الذي يفاقم من معاناتهم جراء الخسائر التي تكبدوها بفعل السيول جرف السيول بيوتهم ومواشيهم وأراضيهم.