أخبارمساحة رأي

لماذا تشوهت صورة الضالعي في عدن!

الفانوس- صقر الهدياني

تشوّهت سمعة الضالع عامة بسبب ثلة من القادة يتصدّرون المشهد الجنوبي يعيثون في عدن فسادًا، لا أعرف كيف أسرد شعوري كي يبدو واضحًا بلا شبهات، لكني لا أجيد تنميق الكلمات في حالةٍ حرجة أشرح فيها الشعور مرتبكًا، تتلبسني الحيرة والندم.
تلاحقني لعنات الشارع العدني حتى وأنا ذاهب إلى الجامعة ببطنٍ تتضور جوعًا، وقدمين مهترئين، وجسدٍ نحيل، أركب الباص ولمجرد أن يكشفني شكلي أو لساني؛ ترشقني ألسن المواطنين بالشتائم، لكأني من زمرة الحاكمين!.
من يقنع المساكين والمكلومين أن لا يد لي في كل من يدير هذه البلاد؟ كيف أستطيع إقناع عامة الناس أنني مثلهم أعاني، وأن إنتمائي للضالع لا يعني أنني صاحب منصب؟.

لا ألوم أحدًا، إن الذي لا يعرفني؛ يظن أن أنتمائي للضالع كفيل لإغراقي بالأموال الطائلة، والحسابات البنكية، لأن لفرط الذي نراه جميعًا؛ لا يدع مجالًا للشك أن ثمّة ضالعي بلا منصب. هكذا يرانا الغريب، بعينٍ ترمق أي ضالعيٍ بنظرة محسوبية، لأن القادة من بلاد الضالع جعلوا الجميع يعتقدون أننا أيضًا أصحاب مناصب مثلهم. اللوم كل اللوم على الذين يتصدّرون المشهد، كثيرٌ هم، ولكل قائد ضالعي؛ حاشيته من أبناء عمه وقبيلته، لدرجة أنّك لا تكاد تجد رجلٌ مقرّب، بلا منصب.
حتى وأنا في يدي ملزمة، وعلى ظهري حقيبة؛ يقولون جاء من جولد مور دسمًا، الكل يعتقدون أنني مجرد عابرٍ في سوق، إلى أفرهِ فلةٍ في الشارع المقابل، لم يدعوا لي مجالًا لأشرح أنّي جئتُ من الجامعة بجيبٍ ليس فيه حتى منديل جاف! اعتقادهم الكامل أن أي ضالعي يعني الجاه والسلطة، وأنها مجرد غواية أن تصادف ضالعيًّا بلا راتبٍ مجاني!.
تشوهنا جميعًا بسبب قادة أغلبهم لا يهمهم سوى كروشهم، حمّلونا تهمة المحسوبية والرفاهية، ولسنا كأحدٍ من أولادهم، وسنموت أيضًا في غلبنا دون أن يصدق أحد أننا بسطاء، ولا لنا غير التهمة الزائفة!.

مع أن الجميع يعرف أن الضالع أكثر من قدّمت، وضحّت، ولا ريب في هذا. وأفخر كل الفخر أنّي ضالعي، وهذا شرفٌ مهما مثّل الضالع أراذل وسفلة لا يليقيون بها، فمشيئة الله أن في كل بيت حمام، ولكني في الجانب الآخر من هذا؛ يؤسفني أن يتصدر المشهد قومٌ سارقون، نهبوا البلاد، ونخروها كما تنخر السل الخشب، سافروا بأولادهم إلى عواصم الرفاهية، وتركونا عرضة لشتائم الشارع العدني الذي لا ألوم خلاله أحد غير ذي المناصب من قِبلةٍ الأحرار والكرامة.
أرجو أن يفهم البسطاء أن فئة قليلة فقط من قيادات الضالع هم من يتصدرون المشهد، وأن لا علاقة لنا بسلطتهم الفاشلة، وأننا بريئون من السرق، ولا نتقاضى فلسًا واحدًا من حكومتهم، والله على ما أقول شهيد.

Back to top button