الفانوس- فخر العزب
وخريطةُ الفردوسِ
وطني
غير أنَّا لا نجيدُ قراءةَ الرسمِ البياني
وقصيدةُ الشعراءِ
وطني
غير أنَّا لا نجيدُ هناك فلسفةَ المعاني
وأغاني العشاقِ
وطني
غير أنَّا لا نجيدُ الآنَ موسقةَ الأغاني
*
نحن اليمانيينَ
نبحرُ في الطريقِ
لحيث لا ندري
ونجهلُ أننا نحيا نعاني ما نعاني
تاهت عناوينُ البلادِ المستريحةُ في رفوفِ الوقتِ
يوماً غابراً
ومن الثقوبِ تسربت أحلامنا
فأضعنا أبوابَ الأماني
كنا فدائيينَ
أذكرُ أننا متنا جميعاً
باختيارٍ عابرٍ منا
لكي يحيا الأناني
فرسمنا بالشعرِ المقفى
- مثلما قالت لنا النقادُ -
قافيةَ التفاني
ما زلتُ أذكرُ أننا كنا نموتُ
ونحن نضحكُ
بعد بشرى قالها في الغيبِ أصحابُ العمائمِ بالجِنانِ
قالوا لنا الأخرى
وقد سلبوا مدى الأولى لهم
ومضوا بنعماء الزمانِ
كنا إذا جعنا
نطالبهم ببعضِ الخبزِ
كانوا ينكرونَ وجودَهُ
كي يأكلونا
ثم يقتسمونَ في الليلِ الأخيرِ لحومَنا
وعظامنا
يبنونَ منها بعض شاهقةِ المباني
كنا إذا احتجنا لترديدِ الكلامِ
يجمدونَ الألسنَ العطلى
ومنا يسلبونَ ندى المعاني
كنا إذا ارتحنا قليلاً
في مكانٍ ما
أغاروا فوقنا بمواعظِ القرآنِ
حتى يسلبوا منا مساحاتِ المكانِ
*
وخريطةُ الفردوسِ
وطني
غير أنه مثلنا
لا زال يجهلُ في حياتِه ما يعاني
*
وطني بلادُ اللهِ
لكن
صارَ أضيقَ من مضيقِ الوقتِ
أدنى من عميقِ البحرِ
أصغرَ من بناني
صارَ مثلي
- بالتمامِ وبالكمالِ -
فيمضي في غيِّ الجهالةِ
والتشردِ
والضياعِ
ويشتكي نقصَ الحنانِ
يشتكي عدمَ الأمانِ