في محافظة شبوة .. نقوش مسندية تقاوم الطمس ومعالم أثرية تصارع الاندثار
الفانوس- محمد عرفان
على مدخل وادي عبدان جنوب مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة يقع نقش عبدان الكبير، وهو واحد من أكبر النقوش المسندية في شبة الجزيرة العربية، وتشير مصادر تاريخيّة إلى أن النقش اكتشف في العام ١٩٧٦م على أيدي بعثة فرنسية زارت وادي عبدان ، كما يعود تاريخ النقش لسنة ٣٥٥ ميلادية، وهو مكتوب على واجهة صخرية واسعة ويضم 43 سطرا يروي النقش بطولات الأسرة اليزنية في مجالات البناء والتشييد والزراعة وطرق التجارة بوادي عبدان والمناطق المجاورة
نقش عبدان الكبير إرث اليزنيين المهدد بالتآكل
رغم الأهمية التاريخية والحضارية والثقافية والأثرية لنقش عبدان إلا أنه يواجه تهديدات خطيرة بسبب عوامل التعرية والعبث من قبل أفراد يجهلون قيمته التاريخية حيث تعرضت بعض حروفه للطمس والخدوش مما يهدد باندثار هذا الإرث الثقافي والحضاري العريق.
مواطنون وجّهوا دعوات سريعة وعاجلة للجهات المعنية بحماية معلم عبدان الأثري وغيره من المعالم التاريخية والأثرية في محافظة شبوة، وسط استمرار الإهمال والتجاهل الحكومي وضعف دور المجتمع المدني وغياب التغطية الإعلامية، ذات البعد التوعوي.
هجر الناب عاصمة أوسان المندثرة
في الجهة الأخرى من المحافظة يقع معلم أثري آخر لا يقل أهمية وهو هجر الناب الذي يعلو وادي مرخة العليا كان هذا المعلم عاصمة الدولة الأولى لمملكة أوسان القديمة التي حكمت أجزاء من جنوب الجزيرة العربية في القرن السابع قبل الميلاد اشتهرت هذه المملكة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وخصوبة أراضيها مما جعلها مركزا تجاريا وزراعيا مهما
وجد في هجر الناب أنقاض القصر الملكي وبعض الآثار التي تشير إلى مكانة العاصمة المندثرة ومع ذلك يعاني الموقع من أعمال النهب والتخريب التي تمتد منذ أكثر من مئة عام بداية من القرن العشرين حين قدم بعض الأوروبيين ونهبوا آثارا ثمينة بمساعدة سكان محليين واستمرت هذه الممارسات حتى يومنا هذا
أوضح الباحث في تاريخ محافظة شبوة علي محمد البعسي أن معلم هجر الناب يمثل حقبة هامة من تاريخ أوسان تلك المملكة التي وصفها بالإمبراطورية نظرا لما وصلت إليه من نفوذ اقتصادي وتجاري واسع وأشار إلى أن هذه المملكة انتهت بسبب صراعها مع ممالك سبأ وحضرموت وقتبان الذين تحالفوا ضد الملك مرتع ودمروا العاصمة هجر الناب في القرن الثامن قبل الميلاد وفقا لنقش النصر السبئي الذي دونه الملك السبئي كرب إيل وتر
دعوات للحفاظ على إرث شبوة التاريخي
يوضح الباحث علي البعسي أن حالة المعالم الأثرية في شبوة متردية جدا نتيجة الإهمال وضعف الإمكانيات الرسمية وعدم وعي المجتمع بأهمية هذه المواقع وأكد أن النقش لا يزال موجودا لكنه معرض للتلف بسبب التكسير والتخريب مطالبا الجهات الرسمية باتخاذ خطوات جدية لحمايته وحماية غيره من المعالم الأثرية
كما دعا إلى تنظيم حملات توعية للمجتمع حول أهمية هذه المواقع مؤكدا أن شبوة كانت مهدا لثلاث ممالك عظيمة هي أوسان وقتبان وحضرموت إضافة إلى الإرث اليزني الذي يمثل جزءا من هوية المحافظة وتاريخها العريق وشدد على ضرورة إقامة مشاريع توعوية وإعلامية تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على هذه المواقع كإرث تاريخي للأجيال القادمة