ارتفاع أسعار البنزين يدفع ملاك المركبات في شبوة إلى التحول للغاز وسط مخاوف أمنية واقتصادية

الفانوس - محمد عرفان
في ظل التحديات الاقتصادية التي تعصف باليمن باتت أزمة الوقود تشكل عبئا ثقيلا على المواطنين مما دفع العديد من مالكي المركبات في محافظة شبوة إلى اللجوء لحلول بديلة أبرزها تحويل محركات سياراتهم إلى العمل بمادة الغاز بدلا من البنزين الذي شهد ارتفاعا قياسيا في أسعاره حيث يتراوح سعر العشرين لترا منه بين 27000 إلى 30000 ريال بينما تبقى تكلفة أسطوانة الغاز عند 6500 ريال ما يجعلها خيارا أقل تكلفة رغم المخاطر المحتملة
دوافع التحول إلى الغاز
يعاني المواطنون من أوضاع اقتصادية صعبة نتيجة انهيار العملة وارتفاع أسعار المشتقات النفطية والغذائية مما جعل ارتفاع أسعار البنزين عقبة رئيسية أمام مالكي المركبات خاصة أولئك الذين يعتمدون عليها كمصدر دخل رئيسي مثل سائقي سيارات الأجرة والباصات
بدر البريكي أحد سائقي النقل العام تحدث للفانوس عن دوافع اتخاذ هذه الخطوة قائلا اضطررنا إلى تحويل سياراتنا من البنزين إلى الغاز بسبب الغلاء المستمر نعمل يوميا في نقل الركاب مقابل 200 ريال لكل راكب ونستهلك بين 20 إلى 30 لترا من البنزين يوميا ما يكلفنا بين 30000 و45000 ريال مع هذه الأسعار أصبح دخلنا بالكاد يغطي مصاريف الوقود فكيف سنعيل أسرنا رغم المخاطر كان التحول إلى الغاز هو الحل الوحيد
مخاوف ومخاطر تحويل المحركات
ورغم التوفير الذي يتيحه الغاز إلا أن خبراء ومهندسين يحذرون من المخاطر المحتملة لتحويل المحركات خاصة في ظل انتشار طرق التحويل العشوائية والتي قد تهدد سلامة الركاب والسائقين على حد سواء
المهندس سالم باجيل أوضح للفانوس أن هناك نوعين من عمليات تحويل المحركات إلى الغاز التحويل النظامي يتم عبر معدات خاصة تشمل أسطوانة غاز مخصصة ومنظومة أمان متكاملة وهو الخيار الأكثر أمانا بينما التحويل العشوائي الذي يلجأ إليه العديد من مالكي المركبات بسبب ارتفاع تكلفة التحويل النظامي حيث يستخدمون أسطوانات الغاز المنزلي ويثبتونها بطرق خطيرة مثل وضعها تحت مقاعد الركاب أو على سقف السيارة مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث انفجار أو تسرب الغاز
وأشار باجيل إلى أن تكلفة التحويل النظامي تتراوح بين 1000 و1500 ريال سعودي ما يعادل 150000 إلى 225000 ريال يمني وهو مبلغ قد لا يكون في متناول الكثيرين مما يدفع البعض للجوء إلى الطرق البديلة الخطرة
مخاوف من أزمة غاز منزلي
مع تزايد الإقبال على استخدام الغاز كوقود للسيارات برزت مخاوف أخرى تتعلق بحدوث أزمة في الغاز المنزلي داخل المحافظة حيث أن الكميات المخصصة للاستهلاك المنزلي محدودة ومع ارتفاع الطلب عليها من قبل مالكي المركبات قد تواجه شبوة نقصا في هذه المادة الحيوية مما يفاقم الأعباء المعيشية على المواطنين
في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية يظل المواطن اليمني يبحث عن حلول تساعده على التأقلم مع الظروف الصعبة إلا أن اللجوء إلى بدائل غير آمنة قد يفتح الباب أمام مخاطر جديدة وبينما يشكل التحول إلى الغاز حلا اقتصاديا للعديد من السائقين فإن المخاوف المتعلقة بالسلامة وأزمة الغاز المنزلي تفرض تحديات أخرى تتطلب حلولا من الجهات المختصة لضمان توفير بدائل آمنة ومستدامة