فئات ضعيفةهموم يومية

حريق يلتهم مخيم جول السادة للنازحين في أبين: أكثر من 50 أسرة في العراء تطلق نداء استغاثة

الفانوس - عدالله البحري

شهد مخيم جول السادة بمنطقة ميكلان في مديرية خنفر بمحافظة أبين مأساة جديدة تضاف إلى معاناة الأسر النازحة، حيث تعرض المخيم لحريق كبير أدى إلى تدمير أكثر من 50 خيمة بالكامل. الحريق، الذي استمر لمدة ساعتين، ترك عشرات الأسر بلا مأوى ولا غذاء، بعد أن قضى على كافة ممتلكاتهم.

معاناة إنسانية وسط أوضاع معيشية متردية

سحر عبده أحمد، إحدى النازحات المتضررات، تقول: "خسرنا كل شيء بسبب هذا الحريق. حتى مصدر رزقنا، المتمثل في البقالة الصغيرة، احترق بالكامل، ولم يبق لنا شيء".

وأوضحت مصادر من المخيم أن الحريق نجم عن التماس كهربائي أدى إلى انتشار النيران بسرعة في الخيام والعشش. ورغم تضرر أكثر من 50 مسكناً، فإن وقوع الحادثة خلال ساعات النهار حال دون تسجيل ضحايا، لكنه تسبب في فقدان العائلات لكافة مقومات حياتها اليومية.

تدخل محدود وإمكانات شحيحة

نجيب إبراهيم علي حنبله، مسؤول موقع النازحين بمنطقة ميكلان التابع للوحدة التنفيذية للنازحين في أبين، أوضح أن الحريق شب نتيجة التماس كهربائي في إحدى الخيام، وانتشرت النيران بشكل سريع، مما أدى إلى احتراق 50 خيمة. وأكد أن إدارة المخيم بذلت جهوداً لاحتواء الحريق بإمكانات بسيطة، مثل استخدام جرافة لعزل مكان الحريق عن بقية المخيمات.

نداء استغاثة للمنظمات الإنسانية

أطلقت الأسر المتضررة نداء استغاثة عاجلاً إلى المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني للتدخل السريع وتقديم المساعدات. ويقول نجيب حنبله: "نضم صوتنا إلى صوت النازحين ونناشد جميع الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية ورجال الخير لدعم المتضررين، خاصة في ظل البرد القارس ومع غياب المأوى والطعام".

مشهد مؤلم وصمود رغم المحنة

يحيى علي حسن الراعي، نازح من محافظة الحديدة، يحاول مع أبنائه إعادة بناء عشته المحترقة بإمكانات بسيطة. يقول الراعي: "خرجنا من الحريق بملابسنا فقط، تاركين وراءنا كل شيء. حتى وثائقنا الشخصية أصبحت رماداً".

وأضاف: "الحريق لم يحصد الأرواح، لكنه تركنا على حافة الموت جوعاً وبرداً، بلا مأوى أو طعام يسد رمقنا".

 

دعوة للعمل الإنساني الحقيقي

الحريق كشف عن هشاشة الواقع الإنساني للنازحين في مخيم جول السادة، حيث باتت الحاجة لإعادة بناء المخيم وتوفير أساسيات الحياة أمراً ملحاً. النازحون يؤكدون أن معاناتهم ليست بحاجة إلى شفقة، بل إلى دعم حقيقي يضمن لهم حقهم في الحياة الكريمة.

يناشد سكان المخيم الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لإغاثة المتضررين وتوفير المأوى والدفء والطعام، مشددين على أن دعمهم هو واجب إنساني وأخلاقي.

إن المأساة التي يعيشها هؤلاء النازحون لا تقتصر على خيام محترقة، بل هي امتداد لمعاناة النزوح المستمرة، والتي تتطلب حلولاً جذرية تضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.

ويقع مخيم جول السادة في منطقة ميكلان بمديرية خنفر في محافظة أبين، ويأوي نحو 120 أسرة، بما يقارب 667 فرداً، معظمهم من النازحين الذين فروا من النزاعات في مناطقهم. يعيش سكان المخيم في ظروف إنسانية صعبة، حيث يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وسط نقص حاد في الخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والرعاية الصحية.

زر الذهاب إلى الأعلى