الإعلامية علياء علي تتحدث لمنصة "الفانوس" عن واقع وماضي المرأة اليمنية
الفانوس- حوار جمال حيدرة
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أجرت منصة "الفانوس" حوارا صحفيا مع الأعلامية اليمنية علياء علي، وهي واحدة من الوجوه التلفزيونية الشابة الواعدة والمثابرة، فبعد تخرجها من كلية الإعلام جامعة العلوم والتكنولوجيا عملت في قناة السعيدة الفضائية، وقدمت عددا من البرامج التلفزيونية، ولها طموح كبير في تحقيق المزيد من النجاحات.
تحدثت علياء عن حاضر المرأة اليمنية وماضيها، وعن مكانتها في ظل مجتمع ذكوري، وواقع نسوي يشوبه الكثير من القصورفي الفهم والوعي حول قضايا المرأة، وعن الصراع الأزلي بين النسويات والمجتمع الذكوري، وكيف يمكن الموازنة بين نيل الحقوق دون الدخول في صدام مع الرجل، وغير ذلك الكثير من القضايا الحساسة.
نترككم مع هذا الحوار للاطلاع بشكل أكبر على رؤية الإعلامية علياء حول واقع المرأة اليمنية.
كيف تقيمين واقع المرأة اليمنية اليوم .. ما أهم ما تحقق لها وما هو الطموح؟
منذ قديم الزمن تناصف المرأة اليمنية الرجل اليمني في شتى المجالات
فقد وجدنا الاعلامية والطبيبة والمعلمة ...الخ.
ولا أعتقد أن المرأة اليمنية اليوم في أحسن حالاتها، ولدى حفيدات بلقيس الكثير لتقديمه، أما فيما يتعلق بما تم تحقيقه لها وما هي طموحاتها، فلكل امرأة طموحات وانجازات مختلفة، فالطموح والانجازات هنا أمور فردية فمن الصعب تعميمها على شريحة واسعة من النساء المتفاوتات في التعليم والطموح والأثر.
مشوار طويل لتوعية المجتمع بقضايا المرأة
ما مستوى وعي المجتمع اليمني بقضايا المرأة ودورها ؟
ما تزال هذه القضايا مقتصرة على بعض النساء والنخبة من الرجال
وما يزال أمامنا مشوار طويل وجهد مضاعف لتوعية المجتمع بهذه القضايا
وللمرأه الجزء الأكبر في خلق هذا الوعي فقد تجد نساء لا يدركن بقضاياهم بالشكل الكافي فما بالك بمجتمع بأكمله
عانت المرأة كثيرا بسبب الكثير من التابوهات من عادات وتقاليد وأعراف.. ما هو السبيل لتغير تلك الصور النمطية وخلق وعي مجتمعي بأهمية دور المرأة في صياغة الحاضر والمستقبل؟
في قديم الزمن على أرض سبأ، قادت المرأة اليمنية دولة كاملة ومن ثم أتت حقبة زمنية عانت فيها النساء كثيراً، ومن ثم عادت لتتنفس الصعداء وهكذا عاشت المرأة اليمنية بين ظلم واستحقاق، وفي كل مرة كانت تنتصر على الظلم كان ذلك عن طريق جدارتها واصرارها، ولمعالجة هذه القضية اليوم نحن بحاجة إلى نساء ملهمات قادرات على صناعة التغيير.
الانصياع الكامل للرجل يطمس شخصية المرأة
يقول البعض إن المرأة تضعف نفسها بسبب انصياعها الكامل للرجل ..كيف يمكن للمرأة أن تعالج هذا الأمر دون أن تدخل في صدام مع الرجل ؟
الانصياع الكامل للرجل أيٌ كان أب أو زوج أو أخ هو ما يُطمس هوية وشخصية وأفكار المرأة، ولكن من الجميل ان تُطيع المرأة والدها وزوجها وكسب الرجل بطريقة ذكية لدعمها مع الاحتفاظ بأفكارها وحقها في التعبير عن ذاتها دون التعدي على حقوق الآخرين.
لا يوجود مفهوم صحيح لحرية المرأة
ايضًا يقول البعض إن المرأة هي عدو للمرأة بسبب رفض شريحة من النساء لمفهوم حرية المرأة ..ما هو رأيك في هذه الجزئية؟
لا تعادي المرأة نفسها ولكن لو سلطنا الضوء على هذه القضيه لوجدنا السبب في ذلك هو عدم وجود مفهوم صحيح لحرية المرأة لدى بعض النساء، لذلك يحدث الانقسام.
ما هو مفهوم حرية المرأة من وجهة نظرك؟
أي أن يُترك لها المجال لطرح أفكارها ووجهات نظرها وقراراتها ولكن ؛ أن لا يتعدى ذلك على الثوابت الأساسية في حياتها كالدين وتقاليد المجتمع، وأن لا تتضمن حريتها الأذى للآخرين.
الأمهات الراعي الرسمي لخلق مجتمع ذكوري
الأم هي أول مؤسسات التنشئة الاجتماعية وبالتالي يرى البعض أنها السبب الرئيسي في نشوء مجتمع ذكوري.. كيف تنظرون لهذه المسألة؟
تُسهم بعض النساء في خلق الجو الذكوري في المنزل من خلال إعطاء امتيازات أكثر للذكر والتعامل مع الأنثى كأنها عبء ثقيل وهذا ما يجعل بعض الأمهات الراعي الرسمي لخلق مجتمع ذكوري.
الكثير من النساء الناجحات انطلقن بعد مغادرة اليمن .. إلى ماذا تعزين هذا الأمر، هل هو نتيجة تشدد المجتمع أو غياب دور مؤسسات الدولة، أو ضعف المرأة نفسها؟
يعود هذا للظروف الصعبه التي تمر بها بلادنا من سنوات طويلة فأصبحنا نجد يمنيين ويمنيات يصنعوا النجاحات والمعجزات في المهجر.
المرأة شريك الرجل في تطوير المجتمع
كإعلامية ماذا توصين الإعلاميات والإعلاميين على حد سواء بخصوص التوعية ونشر رسائل تعزز مكانة المرأة ودورها في المجتمع؟
رسالتي للإعلاميين والإعلاميات كمنابر تنورالمجتمع، أن يهتموا بإبراز دور المرأة، ووجودها البارز في وقتنا الحالي في جميع القطاعات ومساهمتها في التغيير الإيجابي بداية من بيتها وانطلاقاً إلى المجتمع، والمرأة كانت وما تزال شريكة أساسية في كل نجاح وتطور المجتمع.
ماذا تريدين أن ننقل لجمهورك كخطط ومشاريع قادمة لك؟
إذا كان المقصود بهذا السؤال هو الإفصاح عن خطواتي المقبلة، فكما يقال لكل حدث حديث، ولكن ما أحرص عليه دوماً هو أن تكون أعمالي ذا أثر ووقع على المجتمع.