ماريا قحطان تنير الفانوس بحوار استثنائي
الفانوس
بصوتها العذب وموهبتها المتميزة أبهرت ماريا قحطان لجنة التحكيم عندما ظهرت على مسرح ذا فويس كيدز وهي طفلة بعمر ثمان سنوات.. واليوم أصبحت تبهر جمهورها بأدائها المتقن وإنسانيتها الملموسة في تأكيد أن الفن رسالة قيم وعطاء وإحساس رفيع بالناس.
ماريا قحطان سفيرة الأغنية اليمنية عربيا، ولها صوت يكبرها بعشرات السنوات كإحساس، ورقّة وتكنيك وحرفية وجمال، لها جواب يأخذ الجمهور إلى أقصى مرتفعات السلطنة، وبالقرار تهبط بهم إلى عوالم الدهشة، وفي المواويل تُحلّق بهم في فضاءات لا متناهية من السحر، باختصار هي تفاصيل المستحيل المسموع غير القابل للوصف، وإعجاز فنّي ممتد لقرون قادمة، ومع صغر عمرها إلا أنها تجسد روح الفن الأصيل وتقدم اليمن كفن راقٍ وعريق.
وقد كان لنا السرور باستضافتها في منصة"الفانوس" بحوار صريح وممتع، تحدثت فيه عن تجربتها في برنامج"ذا فويس كيدز" وعن لحظات القلق، والفرح، وما تحتفظ به من ذكريات جميلة مع لجنة التحكيم، وسبب اختيارها للقيصر كاظم الساهر، وكيف تعامل معها كأب، وأهم ما استفادته منه، كما كشفت عن سر اهتمامها بالأطفال من ذوي الهمم، وسعادتها الغامرة حالما تراهم مسرورين.
لم أعد أخاف الوحوش بل أعداء النجاح
نعود بالذاكرة إلى لحظة وقوفك على مسرح ذا فويس كيدز حين قلت: " لا أخاف المسرح بل أخاف الوحوش".. مانوع الوحوش التي تخافينها ؟
كان تفكيري في الصغر عن الوحوش، الوحوش المفترسه التي يخاف أي شخص منها بحكم الطفولة، ولكن الأن، تستطيع أن تقول الوحوش هم أعداء النجاح أينما كانوا.
اوصفي لنا شعورك وأنت تغنّي على مسرح عربي وجميع أعضاء فريق التحكيم لفوا لك الكرسي منذ أول لحظة؟
شعور جميل جداً، وأي أحد يتمنى أن يقابل فنانين كبار.. وأنا الحمد لله فعلت ذلك عندما وقفت أمامهم كنت متوترة كثيراً، وبنفس الوقت كان تركيزي على الأغنية وتركيزي متى يلفوا الكراسي، ولم أكن أتوقع ذلك، لكنني دائماً وأبداً أقول الحمد لله على الشيء الذي وصلت إليه.
أحب لقب أصغر فنانة عربية
ماذا تحبين أن يسميك جمهورك اليوم.. وكيف تتعاملين مع لقب فنانة وأنت بهذا العمر؟
أحب ان يطلقوا عليّ اسم أصغر فنانة عربية، لأنه في الحقيقة أعتبر نفسي أنني أصغر فنانة عربية وصلت لهذا المستوى.
وبالنسبة للجزء الثاني من سؤالك، فأنا أتعامل بكل حب وبكل فخر وبكل اجتهاد، والعمر ليس شرطا، المهم أنك عندما تحب شيئا تتجاوز كل المراحل، وتتجاوز كل الصعوبات، وتتحدى نفسك وتتحدى الجميع من أجل حلمك ولكي تؤمِّن مستقبلك الفني.
ماذا يعني لك برنامج ذا فويس كيدز، وما أكثر ما تحتفظين به من ذكريات جميلة فيه؟
إنه يعني لي الكثير جداً، فهو برنامج رائع وممتع بنفس الوقت، بصرف النظر عن الفوز والخسارة، بل بالأهم أن يتعرف الشخص على أصدقاء ويقابل فنانين كبار، ولي في ذا فويس كيدز ذكريات لا تُنسى مع أصدقاء رائعين، ومع طاقم عمل فيه طاقة إيجابية عالية، ومع فنانين ومطربين كبار، ومع جمهور كبير، لا تشعر بذا فويس كيدز أنه مجرد برنامج فوز وخسارة، بالعكس كنا نذهب أماكن كثيرة وكنا نغنّي، وكنّا جميعاً يد واحدة.
تعامل معي القيصر كاظم الساهر كأب
ماذا استفدتي من الفنان الكبير كاظم الساهر وكيف كان تعامله مع موهبتك؟
استفدت أشياء كثيرة من الفنان كاظم الساهر، وقد تعلّمن منه الكثير، مثلاً
كيف أقف على المسرح، وكيف أتفاعل مع الجمهور، وكيف أحب الناس، وإلى النهاية كان تعامل القيصر متميّز جداً وأسلوبه جميل وراقي ومثقف، وقد جلسنا مع بعض وتكلمنا وغنينا وطبخنا وزرنا أماكن كثيرة، ورسمنا، وكان بمثابة أب حقيقي وهذا شيء أجمل من رائع.
أذهلتي يومها لجنة التحكم وكان كل واحد منهم يريدك في فريقه.. لماذا وقع اختيارك على الفنان كاظم الساهر؟
سبب اختياري للفنان كاظم الساهر كان حبي الكبير له منذ الصغر، وحبي لأغانيه كلها، وكان شخصا متميزا وراقيا جداً بتعامله معنا، طبعاً أنا أحبهم كثيراً كلهم، ولكن القيصر كاظم له حب كبير وما يزال ذاك الحب موجود.
اليمن أكسجين لا أستطيع العيش بدونه
ماذا يعني اليمن للفنانة ماريا قحطان؟
مهما كتبت ومهما تكلمت يبقى قليل جداً، فاليمن بالنسبة لي أكسجين والإنسان لا يستطيع العيش بدون أكسجين، ومهما سافر الإنسان و لفّ العالم كله يبقى بلده الحب والأمان والسلام والراحة والوئام.
اخبركم بمثال، عندما أسافر إلى أي بلد بالتأكيد أكون سعيدة، لكن عندما أدخل حدود اليمن أحس أنني عدت هواها المزروع بداخلي منذ الصغر، فأنا أرتاح جداً في التواجد في اليمن وأكون في قمة سعادتي.
متى يكون لماريا قحطان هوية صوتية وموسيقية خاصة بها؟
يقال كثيراً أنّ كل أعمالي هي تقليد لأغاني الفنانين وهذا ليس صحيح، فأنا عندي العديد من الأعمال الخاصة بي، كان آخرها أغنية "مرحبا بك في صلالة" التي قدمتها أثناء مشاركتي الأخيرة في سلطنة عُمان، وحصلت الأغنية على الترند من الساعات الأولى لنشرها، ويوجد لدي أعمال أخرى خاصة أيضاً، مثلاً أغنية " صغيرة وداخلي غيرة" وأول فيديو كليب جديد لي، أيضاً لدي أغنيتان توعويتان
خاصة بفيروس كوفيد 19 هما: أغنية "سجل يا تاريخ حكاية"، وأغنية "خليك في البيت" ولدي أيضاً أغنية "ابتسم لي يا زمن" التي كانت بمناسبة وصول قناتي على اليوتيوب إلى مليون مشترك، ولدي ٣ أعمال خاصة بالعيد أبرزها أغنية "زين" والتي وصلت مشاهداتها لأكثر من مائة مليون مشاهدة، وأيضاً أغنية لمسلسل كرتوني "كنبات السكر" ولي أيضاً أغنية لفلسطين بالاشتراك مع الفنان محمد العماد، وآخر أغنياتي الخاصة ستصدر قريباً بمشاركة الفنان عبدالقادر قوزع.
ما عوامل نجاح وشهرة وانطلاق ماريا قحطان؟
في البداية كل شيء بفضل الله ثم بفضل، وثم بفضل عائلتي وبفضل مدير أعمالي عمو عمران شهبين، وبفضل فريق العمل والجمهور المحب لي، أعتبر انطلاقة ماريا قحطان بدأت عندما قابلت شخص نبيل ومتميز وروحه مليئة بالحب والسعادة، هذا الشخص هو عمو عمران شهبين، هو ليس فقط مدير أعمالي، إنه أب ومربّي وموجّه ومرشد لي في كل جوانب الحياة وليس في الفن فقط. لقد واجهنا صعوبات في البداية، وواجهنا تحدّيات ولكننا تجاوزناها، والآن يُعتبر نجاحي وانطلاقي وشهرتي بفضل الله ثم أسرتي ثم بفضل عمو عمران صاحب الجهد الكبير وطاقم العمل والجمهور.
عاهدت نفسي بمساعدة الأطفال من ذوي الهمم
تتمتع الفنانة ماريا بصوت جميل، وإحساس رقيق وصادق، ولها قلب إنسان كبير في العطف على الأطفال من ذوي الهمم.. من أين تستمدين كل هذه القيم الإنسانية النبيلة؟
في البداية هذا النوع من الأطفال سواء المعاقين أو المرضى بالسرطان مخفيين عن المجتمع، وأنا وطاقم عملي لاحظنا هذا الشيء، لذلك نعمل بقدر استطاعتنا لكي نُظهِر هذه الشريحة من الأطفال، وقد استمديت هذه القيم من ابن أخي أنس وهو طفل معاق، كنت أرى حالته وأحزن كثيراً بسبب عدم وجود ناس يساعدون هؤلاء الأطفال، وحتى إن وجدنا فهم قليلون جداً، فعاهدت نفسي بإظهار هذه الشريحة من الأطفال، وقمت بالعديد من الزيارات لهم، وأيضاً أحييت حفلات كان العائد منها لصالح هؤلاء الأطفال، وأحمد الله أننا أظهرنا معاناتهم للناس.
وعندما يخبرني الناس أنهم تبرعوا بمبالغ ساعدوا كثير من الأطفال على العيش بسلام، هذا الشيء يعني لي كثيراً، وأحمد الله لأنني أعتبر نفسي قد أوصلت رسالة هؤلاء الأطفال الذين كانوا مختفين عن الناس.
ماهو طموح ماريا وأين ترى نفسها في المستقبل؟
طموحاتي كثيرة، منها أن يصل اسمي إلى الوطن العربي بل والعالم أجمع، وأرى نفسي في القمة وبأعلى المراتب إن شاء الله.
لماريا قحطان جمهور يمني وعربي عريض ..كيف يمكن أن تحافظي على هذا الجمهور؟
يمكن لأي شخص أن يحافظ على جمهوره من خلال تلبية طلباتهم، مثلاً ليس شرطاً أن أغني يمني فقط، بل أنوّع وأغني سعودي، عراقي، لبناني وغيرها، أيضاً أحافظ على جمهوري من خلال الرد على تعليقاتهم، ويكون تواصلي بهم دائم.
الدراسة والتعليم ومن ثم الفن
كيف توازن ماريا بين الفن والتعليم؟
سؤال جميل، وهو من أكثر الأسئلة التي أُسأل عنه، لدي قاعدة بحياتي أنّ الدراسة والتعليم يظل في المركز الأول بالنسبة لي، ومن ثم الفن، كنت دائماً بعد وصولي المنزل من المدرسة أذاكر دروسي، وأقرأ كتب ومجلات حتى تتحسن لغتي العربية أكثر، وبعد ذلك أرجع إلى فني.